12 أغسطس 2008 تزايدت مخاوف البهائيين حول العالم حول المصير المتوقع لإخوانهم في الدين في إيران في ضوء الأحداث التي وقعت منذ ثلاثة أشهر باعتقال سبعة من البهائيين يقومون بإدارة شئون 300,000 بهائي من مواطني إيران. فالتقارير التي تنشرها وسائل الإعلام التابعة للحكومة الإيرانية تشير إلى أن هناك جهود تبذلها السلطات لاستخدام وسائل الإعلام في نشر اتهامات بأن المسجونين السبعة شاركوا في أنشطة هدّامة، ولاستمرار حرمان هؤلاء البهائيين من الحصول على المشورة القانونية وذلك بالتشهير بالسيدة شيرين عبادي، وهي المحامية الإيرانية المعروفة بالدفاع عن حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، والتي أبدت استعدادها هي وزملائها بالدفاع عن البهائيين. وفي الأثناء يتعرض البهائيون في جميع أنحاء إيران للإرهاب من خلال ارتكاب أعمال عنف تتعاظم باستمرار والتي امتدت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى سلسلة من هجمات إشعال الحرائق بمنازلهم وممتلكاتهم.(انظر "مشعلو الحرائق يستهدفون منازل البهائيين وسياراتهم" http://news.bahai.org/story/645). وكذلك يستمر الاضطهاد الشيطاني ضد البهائيين من خلال حملة دعائية شعواء مستمرة في وسائل الإعلام منذ ثلاث سنوات؛ فيتعرضون للاعتقال الخاطف، والحبس، والتحقيق، وتفتيش منازلهم؛ وحرمانهم من سبل المعيشة؛ ومنعهم من الالتحاق بالمؤسسات الوطنية التعليمية العليا؛ وتشويه سمعتهم من على المنابر؛ وتجريحهم في صفوف الدراسة. كما تدمر مقابرهم بطريقة منظمة مقصودة وتدنس قبور أقربائهم. ومن المثير للقلق بشكل خاص في هذه التطورات الأخيرة عندما يُنظر إليها في ضوء النمط السائد في قيام السلطات بتلفيق وترويج الأكاذيب عن البهائيين، ثم تكرر وتنشر هذه المزاعم والتشويهات للحقائق عمداً حتى تطبعها بطابع المصداقية والحقيقة. فالنيّة هي بالطبع تكثيف مشاعر الكراهية للبهائيين وعدم الثقة بهم حتى يتولد لدى الجمهور العام جوٌ من القبول وعدم المسائلة إزاء ما يجري من انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان البهائي. وفوق كل ذلك، وبعد أن يكونوا قد عملوا ما بوسعهم لإثارة السكان، يقوم المسؤولون، بكل مكر وخداع، بإخبار البهائيين بأنهم لا يقدرون على حمايتهم متى اندلع عنف الغوغاء. وأول أحدث سلسلة التقارير الإخبارية الملتهبة ذلك الذي نشر بوسائل الأنباء التابعة للسلطات الإيرانية، والذي يزعم أن البهائيين السبعة المعتقلين "اعترفوا" بأنهم يديرون منظمة "غير شرعية" ذات صلة بإسرائيل - وهو تزييف صارخ للحقيقة طالما أنكرته الجامعة البهائية العالمية بصريح العبارة(انظر "البهائيين يرفضون الاتهامات المتعلقة بالأنشطة الهدامة بإيران" http://news.bahai.org/story/648 . وبعد بضعة أيام على إعلان السيدة شيرين عبادي وزملائها استعدادهم للدفاع القانوني عن البهائيين المعتقلين، نشرت تلك الوسائل الإعلامية نفسها إدعاءات كاذبة فيما يختص بالتعبير عن الشكر الذي أبدته الجامعة البهائية في إيران لمؤسسة السيدة شيرين عبادي. جاء المقال كالآتي: في رسالة وجهها المركز الصهيوني البهائي بإسرائيل إلى شيرين عبادي، شكرها لتنظيم مؤتمر صحفي عن "الحق في التعليم" ومعتبِراًً ذلك دليلاً على "حسن النيّة" و"الإخلاص" و"الشجاعة" من قبل السيدة شيرين عبادي وزملائها. ويصف المقال جهود السيدة عبادي في الدفاع عن حقوق الطلبة الجامعيين البهائيين بأنه مشبوه. وفور نشر المقال المذكور مباشرة، بدأت تظهر أيضاً بيانات في الصحف الإيرانية تفيد بأن ابنة السيدة شيرين عبادي بهائية. إن البهائيين لا ينكرون أنهم بهائيون؛ وإذا كانت ابنة السيدة عبادي بهائية لكانت صرحت بذلك. وقد أنكرت السيدة عبادي وابنتها ذلك بصريح العبارة، وتؤكد الجامعة البهائية العالمية بأنها ليست عضوة في أية جامعة بهائية في العالم. من الواضح أن المقصود هنا بكل بساطة هو تأجيج المخاوف غير العقلانية والتعصبات. وما هي إلا حالة أخرى من الخطط المعروفة جيداً تطبقها السلطات في إيران: إن أي شخص أو مجموعة تتحدث نيابة عن البهائيين، فهؤلاء بناء على هذا الاتجاه المعروف يجدون أنفسهم عرضة للتشهير العلني ولأشكال أخرى من الترهيب. ولكن البهائيين متفائلين بصدد ارتفاع عدد الأشخاص والجماعات في إيران ممن يهبّون للدفاع عن البهائيين ويتحللإقشىسمشفهخى خب ون تلك الضغوط بكل شجاعة. إن تلك المحاولة الصارخة لتحويل العلاقة الصريحة بين مركز الدين البهائي والبهائيين بإيران إلى شكل مؤامرة تجعل من "الأحباء في إيران" منظمة سرية تتلقى أوامر من إسرائيل، ما هي إلا محاولة سخيفة منافية للعقل، كما هو حال محاولة المقال في تعمد إيذاء السيدة عبادي بالإشارة إلى أن "الصهاينة عملوا جاهدين حتى تحصل هي على جائزة نوبل." بالرغم من تصميم السلطات الإيرانية على اتهام البهائيين بالعمالة للصهيونية، فقد كانت تعلم دائماً بأن المركز البهائي العالمي تأسس في حيفا نتيجة سلسلة من قرارات النفي المتلاحقة التي فرضت على حضرة بهاء الله، والصادرة عن الحكومتين الفارسية والعثمانية نفسيهما، وذلك قبل تأسيس دولة إسرائيل بثلاثة أرباع قرن من الزمن. إن المقال الخاص بشكر مؤسسة السيدة عبادي يسيء فهم الهدف من المؤتمر الصحفي الذي يشير إليه المقال بشكل كامل، ذلك المؤتمر الذي عقد في الواقع يوم 2 أكتوبر 2007 من قبل مركز المدافعين عن حقوق الإنسان بهدف الإعلان عن محنة أولئك الذين حُرموا من الحصول على التعليم. فالبهائيون ليسوا سوى إحدى المجموعات الكثيرة التي ركز المؤتمر على أوضاعها جميعها. وقد وجه ممثل البهائيين كلمته خلال 5 - 10 دقائق ووصف فيها الظروف الصعبة التي واجهها الطلبة البهائيون الذين جرى عمداً حرمانهم من الالتحاق بالتعليم العالي. وقد غطى صحافيون من داخل إيران وخارجها وقائع المؤتمر. وارتفعت معنويات الأحباء في إيران بهذا المعْلَم الواضح من تاريخ المعاناة الطويل للبهائيين في ذلك القطر بحيث كتبوا إلى السلطة العليا في دينهم، وهو بيت العدل الأعظم، يشرحون الظروف التي طرأت. فليس بجديد على الأحباء في إيران أن يتصلوا ببيت العدل الأعظم بخصوص موضوع كهذا وليس بجديد أن يستجيب بيت العدل الأعظم بالتشجيع والهداية. جاءت هذه الاستجابة في يوم 21 نوفمبر 2007، عندما نصح بيت العدل الأعظم الأحباء في إيران بمحاولة الاتصال بأفراد أو هيئات إيرانية متعاطفة مع محنة البهائيين، والاستمرار في السعي للحصول على تمثيل قانوني للطلبة البهائيين. كما شجعهم على إبداء امتنان البهائيين الإيرانيين إلى مركز المدافعين عن حقوق الإنسان. تستغل الحكومة الإيرانية كل وسيلة متاحة لها لوصم البهائيين بالعار، وخلال هذا الجو المسموم الذي خلقته، وعندما تريد تشويه سمعة شخص ما، تدّعي بأنه بهائي. فليست السيدة شيرين عبادي أول من يتعرض لهذه الاستراتيجية. وبصفتها كمحامية تدافع عن الأفراد والجماعات المنتمية لخلفيات مختلفة؛ وذلك لا يعني بالضرورة أنها تعتنق معتقداتهم. فلماذا إذاً تحاول الصحافة المملوكة للدولة أن تلمّح بإصرار بأن ابنتها بهائية؟(للاطلاع على المقال باللغة الفارسية انقر here). BIC Document # 08-1208http://bic.org/statements-and-reports/bic-statements/08-1208.htm